مع تزايد عدد حالات الإصابة بفيروس الكورونا المستجد (كوفيد-19) المبلغ عنها في الإقليم لتتخطى ألفين حالة في يوم 3 أبريل 2020، أرسلت الكوميسا رسالة تضامن ومؤازرة لدولها الأعضاء جرّاء ما يواجهونه من تحديات اجتماعية اقتصادية كبرى في تاريخ العالم الحديث.
وقد كتبت الأمين العام، السيدة/ تشيليشى مبوندو كابويبوى، في خطابها الذي أرسلته يوم الجمعة: “بالنيابة عن رئيس قمة السوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقي (الكوميسا)، فخامة الرئيس/ آندري راجويلينا، رئيس جمهورية مدغشقر، وبالنيابة عن جميع الدول الأعضاء بالكوميسا وبالأصالة عن نفسي، يشرفنا أن نرسل إليكم رسالة نعبر فيها عن تضامنا معكم ومؤازرتنا لكم في مواجهتكم أسوأ أزمة صحية واقتصادية في زمننا هذا.”
وإشارة منها إلى أن قارتنا الأفريقية قد تجنبت الهجوم المبكر للجائحة مقارنةً بالأقاليم الأخرى، دعت الأمين العام الحكومات لاتخاذ الاستعدادات الملائمة لمواجهة الجائحة من خلال الدروس المستفادة واستخدام أفضل الممارسات التي طبقتها البلدان الأخرى.
وقالت الأمين العام: “عند وضعنا التدابير لمواجهة الجائحة، علينا أن ندرك أن هذا ليس بالوقت المناسب للارتباك، ولكن علينا أن نعقد العزم الجماعي على احتواء هذه الجائحة عن طريق حُسن الاستعداد واتخاذ التدابير الفعالة.” وأضافت قائلة: “نظراً للأثر السلبي لهذه الجائحة على اقتصاداتنا نتيجة لحظر السفر الذي أثر على تجارة السلع والخدمات، فقد صار لزاماً علينا أن نعمل في أسرع وقت ممكن على دفع تنفيذ منطقة التجارة الحرة الرقمية بالكوميسا التي تغطي التجارة الإلكترونية واللوجستيات الإلكترونية والتشريعات الإلكترونية.”
وتشتمل بعض هذه الخدمات التي تتم عبر الإنترنت التي من شأنها تعزيز استمرارية الأعمال التجارية على ميكنة الجمارك مثل تطبيق برنامج الآسيكودا ومراقبة الحواجز غير الجمركية عبر الإنترنت وآليات الإبلاغ وإصدار الحلول ونظام تيسير التجارة الافتراضية بالكوميسا والضمان الإقليمي للمرور العابر للجمارك ونظام البطاقة الصفراء الرقمي ومنصة صوت 50 مليون امرأة أفريقية وغيرها.
وقالت كابويبوى: “تلاحظ الكوميسا بكل تقدير العزم الذي بيّنته دولها الأعضاء باتخاذها تدابير بعيدة المدى من أجل ضمان خروج إقليمنا سالماً من العواقب السيئة لهذه الجائحة. فبعض من هذه التدابير تعطّل عجلة الحياة وتتعارض مع سبل كسب العيش، إلا أنها ضرورية للغاية إذا ما أرادت الشعوب أن تتخطى هذه المرحلة ذات الأثر والعواقب غير المسبوقة.”
واعترافاً بالأدوار الحيوية التي تؤديها الهياكل الوطنية المعنية بإدارة الكوارث، حثت الأمين العام الدول الأعضاء على تقديم الدعم والمساندة لهذه الهياكل من أجل بناء القدرة وتحقيق المرونة اللازمتين لتقديم المساعدة الإنسانية الضرورية التي يحتاجها إقليمنا بصورة ملحّة.
وقد أشارت سيادتها إلى أن الكوميسا سوف تستمر في إشراك الشركاء المتعاونين في استكشاف طرائق لمساندة الدول الأعضاء لاحتواء أزمة الجائحة، كما ناشدت كافة مواطني الإقليم للالتزام بالتعليمات واتخاذ تدابير الحيطة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية وعن حكومات الدول الأعضاء لاحتواء هذه الجائحة.
وقد اختتمت الأمين العام رسالتها بقولها: “يجب على كل واحد منا أن يؤدي دوره لكي نقهر هذا الفيروس الذي يهدد حياتنا.”