عقب النجاح الذي تحقق في إنشاء منصة مشروع صوت 50 مليون إمرأة أفريقية وإطلاقها على المستوى العالمي في نوفمبر 2019، توجهت الأنظار إلى هذا التدخل الأول من نوعه الذي يهدف إلى تمكين المرأة في إقليم الكوميسا والقارة الأفريقية، وكان من المفترض أن يتبع ذلك عمليات الإطلاق على المستويات الوطنية. وتم القيام بحملات الترويج على مستوى كافة الدول. وكان مطورو المحتوى الوطنيون المسؤولون عن تجميع محتوى المنصة على أهبة الاستعداد، إلا أنه بسبب فيروس كورونا (كوفيد-19)، فقد تم تعليق جميع ما سبق في الوقت الحالي.
وتم الإبلاغ عن أول حالة إصابة بالفيروس في الإقليم في شهر فبراير. وتبع ذلك الإغلاق الكامل أو الجزئي من جانب الدول الأعضاء بالكوميسا، والقيود على السفر التي تفرضها الأمانة العامة للكوميسا ومعظم الدول الأعضاء، وحظر التجمعات العامة والقيود المفروضة على ممارسة أنشطة العمل التي تعتبر غير ضرورية.
وكانت عمليات الإطلاق على المستوى الوطني في النصف الأول من العام (من فبراير إلى يونيو 2020) من بين الأنشطة الرئيسية الخاصة بمشروع صوت 50 مليون إمرأة أفريقية المُخطط لها في عام 2020، وكذلك التسويق والدعاية وتسجيل المستخدمين في المنصة. وفي الوقت الذي ترسخ فيه فيروس كوفيد -19 في أفريقيا، لم يتم إطلاق سوى عملية واحدة على المستوى الوطني والتي جرت في زامبيا في فبراير 2020. وقد تم التخطيط لإطلاق أربع عشرة عملية وطنية أخرى. وكان من المُقرر إطلاق العمليات في مارس في زيمبابوي وسيشيل، بينما تم التخطيط لإطلاقها في كل من إثيوبيا وإريتريا وإسواتيني في أبريل، وبقية الدول في مايو ويونيو.
ويقوم البنك الأفريقي للتنمية بتمويل المشروع الذي يمتد لثلاث سنوات، ويتم تنفيذه بشكل مشترك مع الكوميسا وجماعة شرق أفريقيا والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في 36 دولة. ويهدف المشروع إلى تمكين المرأة في مجال الأعمال التجارية من خلال توفير المنصة الرقمية التي تسمح بالوصول إلى المعلومات المالية وغير المالية اللازمة لبدء الأعمال التجارية أو تنميتها.
وكانت عمليات الإطلاق الوطنية لمنصة مشروع صوت 50 مليون إمرأة أفريقية بمثابة خطوة مهمة نحو استدعاء اهتمام وإدراك أصحاب المنفعة الرئيسيين بما في ذلك الهيئات الحكومية / العامة، والقطاع الخاص، ووسائل الإعلام، والمجتمع المدني والجمعيات النسائية وغيرها. ويُتوقع من تلك الجهات تمهيد الطريق أمام الترويج للمنصة وإشراك الشركاء المحتملين وإتاحة الفرص أمام التوضيح العملي للمزايا المتوفرة على المنصة من خلال تدريب المستخدمين. وستعمل كذلك بمثابة منصات إطلاق لأنشطة الترويج للمنصات المخصصة، والتي سيتم إجراؤها من خلال ورش العمل ووسائل الإعلام التقليدية منها والرقمية.
ويتسبب تقييد تنقل الأفراد أيضاً في عدم تمكن الاستشاريين الذين تم الاستعانة بهم كمطورين للمحتوى الوطنيين من وضع محتوى المنصة في الوقت الحالي. وبالمثل، فقد تم تعليق أنشطة التوعية بما في ذلك عقد ورش العمل مع سيدات الأعمال التجارية في الكونغو الديمقراطية وتونس وكذلك الحال فيما يتعلق بالترتيبات المُخطط القيام بها مع سيدات الأعمال التجارية في زامبيا والسودان.
وعلى الرغم من أن الترويج للمنصة عبر الإنترنت لا يزال أحد الخيارات، إلا أن هذا لم يتم الاستفادة منه بشكل كامل حيث يتمحور تركيز الجمهور المستهدف في الوقت الحالي على الرسائل المتعلقة بفيروس كورونا المستجد. وقد سجلت أعداد المستخدمين على المنصة انخفاضاً يتراوح بين 6% و 30% في الأسبوع الثاني من مارس عندما بدأت الدول الأعضاء في اتخاذ الإجراءات الوقائية. ويُمكن الاستدلال من هذه الإحصائيات على أنه منذ بداية فيروس كورونا في أفريقيا، فقد انخفضت معدلات الدخول إلى المحتوى على منصات مثل منصة مشروع صوت 50 مليون إمرأة أفريقية وذلك لأن الكثير يسعى للحصول على معلومات حول الفيروس بدلاً من ذلك وهو أمر غير مستبعد.
واستجاب المشروع بشكل مناسب للتحديات التي تفرضها جائحة فيروس كوفيد -19 بشتى الطرق، ومنها مواصلة العمل على جوانب خطط الإطلاق الوطنية التي لا تتطلب عقد الاجتماعات بشكلها المعهود مثل صياغة برامج الإطلاق، وإعداد قوائم الضيوف وإعداد الكلمات. كما يتم تشجيع الفرق القطرية على عقد اجتماعات التخطيط عبر الانترنت حيثما أمكن ذلك بغرض تقييم المحتوى أو مناقشة خطط الإطلاق الوطنية. كما تحول التركيز أيضاً إلى استخدام تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي من أجل نشر رسائل مشروع صوت 50 مليون إمرأة أفريقية خلال فترة الإغلاق وبدء ممارسة نقل المهارات من مطوري المحتوى الوطني إلى موظفي الوزارات لتعزيز قدرات الموظفين في الحفاظ على استدامة المنصة بعد انتهاء عقود الاستشاريين.
ومع تدابير الاستجابة الموضحة أعلاه، تتواصل أنشطة المشروع وإن تباطئت وتيرتها بشكل كبير. ومن المتصور العودة بشكل يسير إلى الوضع الطبيعي بعد الفيروس حيث تم بالفعل تنفيذ سلسة من الأعمال الأساسية للأنشطة الرئيسية وكذلك عمليات الإطلاق الوطنية بشكل خاص.
إضافة إلى ماسبق، فمن المُتوقع أن تضع حملة الترويج الشاملة، التي سوف تقوم بها الشركات الإعلامية المتخصصة في مرحلة ما بعد الفيروس، المنصة موضع المقصد الرئيسي الذي سوف تلجأ إليه المرأة العاملة في مجال في الأعمال التجارية وذلك بهدف إعادة إطلاق وإحياء أنشطتها الريادية.