الدعوة إلى تقديم الابتكارات لعام 2021 لعرضها خلال منتدى البحث الثامن في الكوميسا

تم إطلاق جوائز الكوميسا للابتكار في 2013، وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور 50 عاما على تأسيس الاتحاد الأفريقي. ويتمثل الغرض من منح الجوائز في الإعتراف والاحتفال بالأفراد والمؤسسات التى تستخدم العلم والتكنولوجيا والابتكار بهدف تعزيز أجندة التكامل الاقليمى. وتم منح جوائز الابتكار الافتتاحية بنجاح خلال القمة السابعة عشر لرؤساء الدول والحكومات المنعقدة في شهر فبراير 2014، في كينشاسا، الكونغو الديمقراطية وتم منح الجوائز الثانية خلال القمة الثامنة عشر المنعقدة في أديس أبابا، إثيوبيا في شهر مارس 2015.

وفي هذه السنة دعت الكوميسا إلى تقديم الأوراق المتعلقة بالموضوع: “إعادة التفكير في التجارة والقيام بالأعمال التجارية في ظل تفشى جائحة كوفيد-19”). ويتم عرض الأوراق التى يقع عليها الاختيار خلال المنتدى السنوى الثامن للبحث في الكوميساالمقرر انعقاده في شهر أغسطس 2021.

وكان الفيروس الذى بدأ كوباء محلى بسيط في مدينة ووهان الصينية في شهر ديسمبر 2019، قد انتشر سريعا في أنحاء العالم مهددا بقاء البشرية والتكامل الافتصادى العالمى وسلاسل القيمة للإمدادات وتنقلات البشر بصفة عامة. وتم حتى 12 يناير 2021، تسجيل حوالى 89 مليون حالة إصابة موجبة مؤكدة بجائحة كوفيد-19 في أنحاء العالم ووفاة ما يزيد عن 1.9 مليون بسبب المرض (منظمة الصحة العالمية، 2021).

أدى انتشار جائحة كوفيد-19 إلى انحدار الاقتصاد العالمى في كساد عميق لا يمكن مقارنته إلا بالأزمة المالية العالمية 2008، والكساد العظيم خلال الثلاثينات من القرن الماضى. وعلى الرغم من أن جائحة كوفيد-19 هى أزمة صحية في المقام الأول إلا أنها ذات آثار اقتصادية واجتماعية مدمرة. فعلى جانب العرض فإن الإصابة بالعدوى تقلل من توفر الأيدى العاملة ومن الإنتاجية، بينما تتسبب حالات الإغلاق وتوقف الأعمال التجارية والتباعد الاجتماعى أيضا في انقطاع الإمدادات. أما في جانب الطلب فإن فقدان الوظائف وفقدان الدخل (بسبب المرض أو العزل الصحى أو البطالة) وتدهور التوقعات الاقتصادية أدى إلى تقليل الاستهلاك الأسرى واستثمارات الشركات. (Chudik et al., 2020).

أدت الاختلالات الاقتصادية الناجمة عن تفشى جائحة كوفيد-19، إلى حدوث انهيار غير مسبوق في التجارة الدولية في 2020 (الأونكتاد 2020). ويتوقع صندوق النقد الدولى انكماش حجم تجارة السلع والخدمات الدولية بنسبة 10.4 بالمئة في 2020، ونموها بنسبة 8 بالمئة في 2021. وفي جزء منها تعكس الأحجام المتردية للتجارة تحولات محتملة في سلاسل العرض إذ تعمل الشركات على زيادة الإنتاج بهدف تقليل أوجه الضعف الناتجة عن الاعتماد على المنتجين الأجانب. وبينما يتوقع أن تعانى جميع الدول من الانخفاض الكبير في الواردات والصادرات، فإن الاقتصادات التى تعتمد على السياحة سوف تشهد تدهورا بصورة أكبر نسبة إلى القيود المفروضة على السفر وخوف المستهلكين من الإصابة بالعدوى. وعانى مصدرو النفط من صدمة حادة في شروط التبادل التجارى في ظل انخفاض أسعار النفط.

واتساقا مع شعار منتدى البحث السنوى، توجه الكوميسا الدعوة إلى تقديم المفاهيم الابتكارية لعرضها خلال انعقاد المنتدى. وينصب تركيز المفاهيم الابتكارية لعام 2021 على المنتجات الجديدة والمناهج الجديدة للانتاج والسبل الحديثة لتحسين تكنولوجيا أداء الأعمال التجارية. كذلك تشمل المعايير منهجية فتح الأسواق الجديدة والسبل الحديثة للقيام بأداء الأعمال التجارية والولوج إلى المصادر الجديدة لتوريد المواد الخام وتنفيذ شكل جديد لإضفاء الطابع التجاري، إضافة إلى أمور أخرى. وعلى الرغم من أن مفاهيم الابتكار مقصود بها جميع المبتكرين في الدول الأعضاء، إلا أن المجموعات الثلاث الرئيسية المُستهدفة هى المشاريع التجارية الصغيرة والمتوسطة والشباب والسيدات.

المشاريع التجارية الصغيرة والمتوسطة: وضعت الكوميسا برنامجا مكثفا بهدف تعزيز تطوير المشاريع التجارية الجديدة القائمة على التكنولوجيا. ومن المؤمل أن تقوم المشروعات التجارية الصغيرة والمتوسطة بدور القوة المحركة لتسخير التكنولوجيات المتوفرة واستخدامها بهدف الإنتاج الصناعى. ومع ذلك فإنه من المتوقع تستند المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى التكنولوجيا وارتفاع إمكانية نموها. ومن هنا تأتى الحاجة إلى الاعتراف بالمشاريع التجارية الصغيرة والمتوسطة التى تسهم في تحقيق هذا الهدف وتحفيزها بالجوائز.

الشباب: تسعى الكوميسا إلى تسخير الطبيعة وتنمية القدرة الابتكارية للسكان الذين تغلب فيهم فئة الشباب في الاقليم بهدف استدامة التنمية الاقتصادية. وبواجه الشباب التحدى المتمثل في تسخير العلوم والتكنولوجيا بهدف خلق الثروة وفرص العمل. ومن خلال ذلك يمكنهم توفير السبل الابتكارية لتسوية التحديات التى تواجه الاقليم مثل الأمن الغذائى وتفشى جائحة كوفيد-19، وفرص الاستفادة من التعليم الأساسى والرعاية الصحية والطاقة وتغير المناخ والتصنيع وذلك من بين جملة أمور أخرى.

السيدات: ظل تمثيل السيدات متدنيا بشكل تقليدى وذلك في مجالات العلوم والتكنولوجيا. وبناءا عليه تركز الكوميسا على السيدات والشباب وحفزهم على تسخير العلوم والتكنولوجيا بهدف التوصل إلى سبل ابتكارية لتسوية التحديات في الاقليم.

This post is also available in: English (الإنجليزية) Français (الفرنسية)

اترك تعليقاً